الاثنين، 11 يونيو 2012

دور المتاحف في التربية والتعليم





أن منهج التعليم التقليدي المنحصر بما يمليه المعلم على طلابه باعتماده على كتاب منهجي واحد ينشأ جيل يفتقد أسس التفكير الصحيح ، محروم من ملكه التفكير، غير قادر على مواجهة المشاكل وبعيد عن مصادر المعرفة المختلفة. ولعل هذا الأمر يشكل خطوره كبيرة على مستقبل المجتمع، فهؤلاء الاطفال والتلاميذ هم المجتمع عندما يكبرون.
الا أن ميل الانسان الى التطور والتغيير ساهم في تغيير مفهوم التعليم ليصبح أكثر ارتباطاً بالتربية، فلم يعد الهدف يتصل كثيراً بالجانب المعرفي بل توسع ليشتمل على الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية والثقافية.
ونتج عن هذا التغيير تطور مفهوم المدرسة التي كانت تعني بيئة الطفل التعليمية الوحيدة، لتصبح جزءاً من مجتمع أكبر يشمل البيت الذي لا يقل أهميته عن دور المدرسة خاصة في سنوات الطفل المبكرة التي تسبق المرحلة المدرسية الأولى، كما ويشتمل على المؤسسات الثقافية كالمكتبات والمتاحف.
أن دور المتاحف في التربية والتعليم لدور أساسي فهي المساعد المثالي الذي يساهم في إثارة وتنمية حب العلم والمعرفة  كما أنها تحث الاطفال والتلاميذ على العمل والابداع من خلال مجموعاتها من الممتلكات الثقافية ووسائلها التوضيحية المختلفة واستخدامها للتكنولوجيا في ايصال وتوضيح المعلومات وبرامجها وأنشطتها التعليمية المختلفة.
وقد ادرك المربون الدور الهام الذي تقوم به المتاحف على اختلاف انواعها، فحرصوا على مرافقة التلاميذ وتنظيم الزيارات المدرسية للمتاحف ليتيحوا لهم فرصة التأمل بعمق والتفكير بحرية والاستنتاج برغبة ودقة والقيام بكل مامن شأنه أن يساعدهم على حسن تكوين شخصياتهم وتنمية طاقاتهم الفكرية وتنمية الحس الجمالي والذوق الفني والوعي الحضاري لديهم وتكشف طاقاتهم وتنمية ميولهم وهواياتهم.
غير أن مثل هذه الزيارات قد يكتب لها الفشل اذا ما تم الاعداد والتخطيط لها بدقه من قبل المربي وبالتعاون مع المتحف أو المشرف التربوي في المتحف. فعلى المربي زيارة المتحف زيارة تحضيرية تسبق الزيارة المدرسية ليتعرف فيها على مقتنيات المتحف ومعارضه المختلفة ودراسة امكانية الاستفاده من المواضيع او الخدمات التثقيفية والتعليمية التي يقدمها المتحف. ومن المفضل أن تتضمن الزيارة الاجتماع مع ادارة المتحف أو المشرف التربوي في المتحف لتوضيح سبب الزيارة وبذلك يستطيع المشرف التربوي في المتحف تقديم المساعده والنصح ومن الممكن أن يتفق الطرفان على مسير الزيارة والمعارض والنشاطات والخدمات التي سيقدمها المتحف لضمان تحقيق الأهداف المرجوه من الزيارة.
ولا تنتهي العملية التعليمية بإنتهاء الزيارة المتحفية بل يجب أن تتلوها حصة دراسية ينظمها التربوي لمناقشة الزيارة مع تلاميذه ليتأكد بأن الرسائل والأهداف التعليمية قد حققت، وبذلك يضمن التربوي بأن التلاميذ استفادوا من الخبرات والمعلومات التي قدمها المتحف.
أن الخبرات والمعلومات التي يكتسبها التلاميذ عند تعرضهم الى بيئات تعليمية غنية قد تحتفظ في ذاكرتهم لفترات أطول من المعارف التي يكتسبونها من مطالعة الكتب المدرسية، لذلك يجب الاكثار من الزيارات المتحفية المعده والمخطط لها بدقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق